هذه السطور ليست مجرد قصص للتسلية ولكنها تجارب واقعية بعضها مر بي وبعضها باناس اعرفهم أكتبها لأننا أحياناً لا نحب النصح المباشر؛ لذا فقد نأخذ الفائدة من القصة وسأتابع نشر الحلقات
تابعوني واعدكم في كل مرة ستجدون الجديد وتكتشفون اشياء رائعة وأحياناً أشياء غريبة وهي حلقات منفصلة لا ترتبط ببعضها البعض يربطها فقط وحدة الهدف وهو أن نعيد النظر للأمور، ونعيد اكتشاف الحقائق ونعود بقلوبنا إلى الله
الحلقة الأولى
كم هو قريب ولكننا في غفلتنا نضيع
طفلي الصغير كم أحبه فهو قرة عيني، عندما احتضنه احتضن معه فرحة عمرى وبهجته، يتجدد الأمل لدي، تتراءى أمام عيني الأحلام المقبلة، أنسج خيوط الأمل سيكون طفلي عالماً دينياً ليجدد أمر هذا الدين، سأعيش من أجله ومن أجل أن أضع لي بصمة في هذه الحياة تظل بعد رحيلي.
يوماً بعد يوم تكبر الأحلام وتنمو بذور الأمال.
استيقظ على صوت صراخ طفلي، أسمع صوت أنينه... يا إلهي إنه يتألم... يبكي... لا أدري ماذا أفعل تنتابنى الحيرة. أتوه وسط هذا الصراخ أبكي لبكائه أحتضنه وأهرول مسرعة إلى الطبيب.
ماذا به يا دكتور؟
ساعرف حالاً.
إنه يبكى ولم يتبول منذ الأمس.
ماذا! إذاً عليك بهذه التحاليل فوراً.
نجري به أنا وزوجي لا يعرف الأطباء ماذا به، هم بحاجة إلى تحليل البول وهذا صعب فالولد لا يتبول، ندور في دائرة الفحوص وتحاليل الدم والاشعات، وأدور أنا في دوامة الخوف... الحزن... الرجاء.
إنه مصاب بتضخم في الكليتين وهو على وشك الموت، لا مجال لعلاجه أبداً عليكي بتسليم أمرك إلى الله.
إنا لله وإنا إليه راجعون أرددها وعيناي تذرف الدموع والقلب ينفطر من الحزن.
يعتصرني الألم... يتبدد الحلم ... تموت فجاءة الأمال... يبكي قلبى.
يأتي زوجي يسألني: ماذا قال الطبيب لا أعرف ماذا أقول ابتسم ابتسامة باهتة وأقول له: لا تخف سيكون كل شئ على ما يرام فقط أدع ربك.
يأتي الطبيب يعرف زوجي حالة ابننا الذي لم يكمل عامه الأول بعد ينهار زوجي أرى دموعه أحاول التماسك من اجله.
اترك زوجي وأحمل صغيري وأعود إلى بلدى في رحلة يائسة من أجل العلاج الذى لم ينصحني به جميع الأطباء هناك.
أودع زوجي وأركب الطائرة، اصطدم بنظرات عيني ابني الدابله... صرخاته المتواصلة بكائه من الجوع وقد مُنع من الرضاعة أو شرب الماء. أتذكر ضحكاته وصوتها عندما كان يملأ البيت مرحاً.
اتذكر أيام حملي حين أهديته إلى ربي وقلت: ربي لقد أهديت إليك ما في بطني فتقبله مني... نعم لقد أهديته إلى الله وقلت سأربيه من أجل إعلاء كلمة الله والأن سيعود إلى ربه، علي أن أقبل حكم الله.
دخلت به المستشفى في مصر وعادت رحلة الفحوصات الطبية وعاد الأ مل .
حتماً سيموت عليك الانتظار حتى يموت إنه مصاب بتضحم في الكليتين وفشل كلوي حاد.كم هي قاسية تلك الطبيبة التي لا تشعر بعمق عذابي كانت فظة معي نعم الآن فقط تمنيت له الموت حتى يرتاح من الألم.
درت في دوامة الأطباء وقسوة قلوبهم وكلماتهم.
تأتي طبيبة لتابع حالته تعطي له نوعاً من الحقن يشهق في لحظتها، يتصلب جسده، ينفطر القلب أدرك أن أمر الله قد أتى أردد في حزن( إنا لله وإنا إليه راجعون) تصرخ أمي أطلب منها أن ترضى بقضاء الله.
تتحرك عينا الطفل ندرك أنه لم يزل على قيد الحياة.
أبكي لا أعرف هل دموع الفرحة أم الألم تأتي عاملة النظافة تربت على كتفي وتمسح دمعة انحدرت من عيني وقالت: لا تحافي كم من حالة هنا كانت على وشك الموت والآن أراهم يلعبون وكأن شيئاً لم يكن (يحي العظام وهي رميم)
الجأ إلى الله أكثر أدعوه أتذلل إليه... تنسكب الدموع الراجية... تتوالى الدعوات والتوسلات... يا إلهى قبلت حكمك عن طيب خاطر فقط لا تدعه يتألم.
يأتي طبيب شاب حديث التخرج تشده حالة محمد، يأخذه إلى غرفة الاشعات يجرى له بعض الفحوصات يبتسم برفق ويقول: لا تقلقي سيشفى باذن ال.له
أنظر إليه بريبة وشك!
يقول امسحي دموعك ولا تبكي الحمد لله الفشل الكلوي لديه حاد وليس مزمنا.
لا أفهم
سينجو بإذن الله
يركب له الطبيب القسطرة ينزل البول يتابع الطبيب حالته بأمر من؟ بأمر الشافي القدير تتحسن حالة طفلي تعود إليه ابتسامة الحياة يحفق قلبي اسجد لله شكرا... ايام معدودة ويعود صغيري كما كان نوعاً ما... مع الوقت يشفى تماما بمشيئة الله
صدقت تلك العاملة (يحي الغظام وهي رميم)
بل صدق الله(وإذا سألك عبادي عني فإني قريب)
كم أنت رحيم يا ألهي آه لو نعلم كم أنت قريب وكم أنت رحيم، ولكننا حقا في غفلتنا نضيع.
